منذ بداية إلتحاقي بكلية الحقوق و أنا أتسائل عن سبب تلك النظرة المتدنية التي ينظرها المجتمع للكلية ، رغم كونها أكثر الكليات تأثيراً على الحياة السياسية و الإجتماعية في مصر .
فكما نعلم جميعاً أن النظام السياسي في مصر يتكون من ثلاث سلطات ( التشريعية ، القضائية ، التنفيذية ) .
دعونا نتناول كل سلطة منهم على حده .
دعونا نتناول كل سلطة منهم على حده .
أولاً السلطة التشريعية : إذا تتبعنا هذه السلطة سنجد أن الغالبية العظمى من أعضاء البرلمان الحالي ( تتجاوز النصف ) رجال قانون و يمتهنون المحاماة ، كما أن جميع رؤساء البرلمان المتتابعين أساتذة و رجال قانون .
ثانياً السلطة القضائية : و جميع أعضائها بنسبة ١٠٠٪ خريجي كلية الحقوق .
ثالثاً السلطة التنفيذية : و هذه السلطة إذا تتبعناها سنجد أن أكثر كلية قدمت لهذه السلطة وزراء و رؤساء وزراء هي كلية الحقوق إلى وقتنا هذا ( أنا فقط خلال دراستي بمرحلة الليسانس درس لي ٢ وزراء سابقين ) .
ليس هذا فقط بل و اثنان من رؤساء الجمهورية ( دكتور صوفي أبوطالب ، المستشار عدلي منصور ) .
ليس هذا فقط بل و اثنان من رؤساء الجمهورية ( دكتور صوفي أبوطالب ، المستشار عدلي منصور ) .
بالتالي تجد أن النظام السياسي المصري متصل قولاً واحداً وبصلة وثيقة بكلية الحقوق .
ليس هذا فقط بل العديد و العديد من الأدباء و الساسه و المفكرين الذي لازالت إسهاماتهم و كتبهم خير دليل على بلاغتهم السياسية و القانونية و الإجتماعية .
فكيف ورغم كل هذا تحظى كلية الحقوق بهذه المرتبة الدنيئة التي لا تليق بها و بخريجيها !!!
لماذا يخشى الآباء من إلتحاق أبنائهم بكلية الحقوق !!؟
لماذا يخشى الآباء من إلتحاق أبنائهم بكلية الحقوق !!؟
من خلال طرحي لهذا التساؤل على فئات مختلفة من الآباء ، أتفقت ردودهم على أن مستقبل كلية الحقوق مظلمُ ، و لم يجدوا في كلية الحقوق ما يجعلهم يتفاخرون بإلتحاق أبنائهم بها .
و من خلال تحليلي لردودهم استنتجت الآتي :-
و من خلال تحليلي لردودهم استنتجت الآتي :-
١- يرى الآباء أن مستقبل الكلية مظلم ، في حين أنهم يتفاخرون بدخول أبنائهم إلى كلية الإقتصاد و العلوم السياسية رغم كونها كلية مشتقة الأصل من كلية الحقوق ، بل و في كثير من الأحيان تكون أكثر كلية مسيطرة على نسبة المقبولين بالسلك الدبلوماسي كلية الحقوق!! لكن أتدرون لماذا ؟ لأن النماذج الفاشلة من الخريجين هم المتصدرين المشهد ، و الناجحين من شباب الخريجين غير بارزين .
٢- زيادة نِقَم العديد من الطلاب على الكلية نتيجة إلحاق مكتب التنسيق لهم بدراسة لا يرغبون فيها مطلقاً ، فأصبح أول من يسئ إلى سمعة الكلية هم بعض طلابها الناقمين و غير راضين عن دراستهم بها .
٣- هناك العديد من الطلاب يسعوا إلى النجاح لكن لا يعلموا سبله فيظلوا طيلة فترة دراستهم تائهين حتى بعد التخرج ، فكثرة أعداد الخريجين جعلت سوق العمل القانوني صعب .
٤- العامل الأساسي و العنصر الفعال للقضاء على تلك الصورة السلبية و إعادتها إلى نصابها الصحيح مرة آخرى هو الطالب .
لذلك و من هذا المنطلق كان كل إهتمامي ينصب على طلاب القانون
لتحفيزهم و إنتزاع النزعة التشاؤمية من عقولهم ، و الإرتقاء بهم و بسلوكهم ، وزرع بعض المهارات الجميلة و التي أندثرت نتيجة ضعف التعليم مثل مهارة القراءة ، لم أترك مكان ما تتاح لي فيه فرصه للتحدث إلى طلاب قانون إلا و وجهت لهم وابل من النصائح التحفيزية ، فهم من بأيديهم تحسين تلك الصورة السيئة و الإرتقاء بمجتمعهم و إعادته إلى نصابه الصحيح ، حتى و إن ضعف التعليم القانوني في مصر ، فسبل التعلم الآن عديدة و متاحة للجميع فالمواقع الإلكترونية تذخر بالعديد من الكتب الرائعة ، و أصبح التعلم أكثر سهولة من سابقه .
إنتشروا في ميادين العلم و لا ترتكزوا فقط على كلية الحقوق و موادها الدراسية ، فما هي إلا أساسيات للدراسات القانونية .
أعيدوا لقب ( طالب القانون ) إلى سابق عهده ، فليس كل منتسبٍ إلى كلية الحقوق طالب قانون .
أعيدها مرةً أخرى
( ليس كل منتسبٍ إلى كلية الحقوق طالب قانون )
أعيدها مرةً أخرى
( ليس كل منتسبٍ إلى كلية الحقوق طالب قانون )
شاركنا بتعليقك...