-->
علوم قانونية وادارية علوم قانونية وادارية

اخر المواضيع

جاري التحميل ...

المتحدث الواثق

تتسارع دقات قلبك تكاد تخترق القفص الصدري ، صوتك متهدج متقطع ، مخارج الحروف تفقد صوابها فلا تدري ماذا يخرج و ماذا يقال !! و كل هذه الأعراض الجميلة تأتي فوقها لعثمة الكلام لتزيد الطين بلاً .
تحاول تهدئة نفسك ، لكن حتى و إن أحكمت السيطرة على طريقة حديثك ، فقلبك بداخلك يكاد ينفجر .
هذه هي الأعراض الطبيعية التي تقابلك قبل التحدث أمام جمهور أو القيام بعرض ( presentation ) أمام زملائك أو أساتذتك .
من الأشياء المحزنة و التي جعلتني أدرك أهمية هذا الموضوع ، هو أن عدم تمكن بعض الطلاب من هذه الملكة جعلهم يهدرون جهد أيامٍ عدة و تعب و سهر .. في عدة دقائق سيقفون فيها أمام عدد من الأساتذة يعرضون فيه عليهم مجهود هذه الأيام ، و لكن للأسف نتيجة التوتر و تملك الأعراض السابق ذكرها منهم تجعلهم غير قادرين على إبراز جهدهم المبذول فيخرج في أسوء حالاته حتى و إن كان لديهم أفكار إبداعية .
الكثير من طلاب القانون يتمنون لو يتمتعون بملكة الخطابة فيقومون بزلزلة أرجاء المحكمة بأدلتهم المقنعة و فصاحة لسانهم و رجاحة قولهم سواء أكانوا محامين أم أعضاء النيابة ، كثيرهم يتمنى لو يمتلك سرعة بديهة و فطنة عمر مكرم في الرد .
الكثير منا يستمع إلى الخطابات الحماسية التي يلقيها أشهر السياسين و الرؤساء قديماً فمن منكم لم تأخذه الحماسة لخطاب السادات أمام الكنيست الإسرائيلي ، شاهدت كيف كان لخطاب النكسة لعبدالناصر أثر في نفوس المصريين ، سمعت صوت الجماهير و هي تهتف لعبدالناصر عند إلقائه لخطاب تأميم قناة السويس !!
لاشك أن الجميع تمنى لو يمتلك هذه المهارة و يتحلى برجاحة القول و فصاحة و بلاغة اللسان .
في الأونة الآخيرة استقبلت عدداً من الرسائل التي تسأل عن طريقة مُثلى للتخلص من رهبة التحدث أمام جمع من الناس ، و نظراً لأهمية هذا الموضوع و شائعيته مؤخراً ، سأقدم لك عزيزي القارئ هذا الموضوع في نقاطٍ صغيرة ، و أمل أن يكون فيه إفادة لك و لزملائك من بعدك .
أولاً الإعداد الجيد للموضوع الذي ستتحدث فيه .
ثق تماماً أن قراءتك الجيدة و إلمامك التام للموضوع الذي ستتحدث فيه له عظيم الأثر في إكسابك ثقة في نفسك و أثناء ردودك على أسئلة الجمهور ، كما أن تذبذب و ضعف أرائك و تعارض أقوالك سيُفقِدك مصداقيتك أمام الحضور ، فتذكر دائماً أن عربة القطار الفارغة هي من تصدر ضجيجاً عالياً .
ثانيا أثناء قيامك بكتابة خطابك توقع الأسئلة التي يمكن أن تُوجه إليك و جهز الردود المنطقية التي سترد بها عليها ، و أنتقي أبسط العبارات التي تخدم موقفك و موضوعك و راعي فئة الحاضرين فلا تستخدم مصطلحات ثقيلة على آذانهم .
ثالثاً : أقرأ خطابك أكثر من مرة و درب نفسك على النطق الصحيح للمصطلحات التي يصعب عليك نطقها .
رابعاً : أرجع إلى اليوتيوب الملئ بالعديد من الخطابات الجماهيرية القديمة ، و أغلب ردود السياسيين الشهيرة .
و أحرص على أن تدون في مذكرتك أدق الملاحظات التي تلاحظها ، كالوقفات بين الكلام ، و بعض المصطلحات الجديدة على مسامعك إلخ .
خامساً : مرن نفسك على خطابك أكثر من مرة أمام المرأة ، لأنها أكثر المقاييس دقة لأنك أنت من تقيم نفسك بنفسك ، ثم أنتقل إلى أهلك و أصدقائك إن أردت و أجعلهم يقيموك .
سادساً حاول أن تأخذ قسط كافِ من النوم في الليلة التي تسبق إلقائك لخطابك ، و إن كان متاح لك مشاهدة المكان الذي ستلقي فيه خطابك قم بالذهاب إليه و أستحضر في ذهنك نفسك و أنت واقف أمام الجمهور و رد فعل الجمهور على كلماتك .
سابعاً : بمجرد إعتلائك المنصة ، أرسم على شفتيك ابتسامة بسيطة و حاول السيطرة على تعبيرات وجهك ، و وزع نظرك على الجميع .
ثامناً سلط الضوء أكثر على بعض الكلمات أو الأفكار التي تريد أن تبرزها و كررها أثناء حديثك مرة أخرى حتى تتأكد من وصولها إلى ذهن الحضور .
تاسعاً عند تلقي الأسئلة من الحضور لا تحاول مقاطعتهم أثناء السؤال ، و حافظ على تعبيرات وجهك حتى لا يظن السائل أحتقارك لسؤاله أو سخريتك منه أو عدم وجود إجابة لديك على سؤاله .
عاشراً تناغم بنبرات صوتك و تلاعب بها ، فلا تجعل خطابك كله يسير على نبرة واحدة ، لأنك بذلك ستصيب الحضور بالملل و الرتابة و ستفقد حماستهم معك .

شاركنا بتعليقك...

التعليقات



، اشترك معنا ليصلك جديد الموقع اول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

احصائيات الموقع

جميع الحقوق محفوظة

علوم قانونية وادارية

2010-2019