يبدو أن كليتنا العريقة تستقبل دفعة جديدة من طلاب القانون ، ففي الأونة الأخيرة أستقبلت العديد من طلبات الصداقة على الفيس بوك لأُناس ألتحقوا بالكلية هذا العام .
و لكن ما أثار حفيظتي و جذب إنتباهي ، هو وجود عامل مشترك بين جميع الحسابات ، فمنهم من أدرج في خانه العمل ( وكيل نيابة إن شاء الله ) ومنهم من ألصق لقب ( مستشار ) بجوار أسمه ، ومنهم من أتخذ من الوشاح و روب المحاماة صورة شخصية له .
و لكن ما أثار حفيظتي و جذب إنتباهي ، هو وجود عامل مشترك بين جميع الحسابات ، فمنهم من أدرج في خانه العمل ( وكيل نيابة إن شاء الله ) ومنهم من ألصق لقب ( مستشار ) بجوار أسمه ، ومنهم من أتخذ من الوشاح و روب المحاماة صورة شخصية له .
هذه الظاهرة ليست وليدة اللحظة ، فقد لاحظتها منذ بداية إلتحاقي بالكلية .
جميلٌ جداً أن يكون لك هدف سامي تسعى لتحقيقه ، وتقوم بوضع عوامل تحفيزية كهذه .
أنا لا أخاطب هذه الدفعة المستحدثة فحسب ، بل جميع الدفعات الحالية ، و بنو جلدتي و دفعتي و نحن الآن على مشارف التخرج .
هل سألتم أنفسكم ذي قبل ، هل أنتم مأهلون فعلاً لتولي تلك المناصب ؟ ، هل لديكم الملكة القانونية اللازمة لنيل هذه المرتبة ؟ هل قادرون فعلاً على تحمل مسئولية كهذا ؟
أم تمنيتم فقط الوشاح أو الروب و المكانة العالية دون النظر إلى المهارات الواجب توافرها لديك كي تظفر بهذه الدرجة ؟
أعلموا جميعاً أن هذه المناصب سواء أكنت قاضياً أو وكيل للنائب العام أو محامياً ، ليست بالهينة ، فهي مسئولية تنوء عن حملها الجبال الرواسي ، وذلك لإرتباطها الشديد بمصائر أُناس عدة ، فجرة قلمك التي تخطوها دون دراية قانونية كافية ، تجعل من الظالم مظلوماً ، ومن المظلوم ظالماً ، فيُكبل المظلوم ، وينعم الظالم .
أنا لا أسخر من أحلامكم ، فجميعنا لدينا أحلام سامية ، ولكن عندما يكون حلمك متصل بقدر كبير من المسئولية ، يجب عليك من الآن الإستزادة بجميع المهارات التي تتطلبها هذه المهام ، و الإعداد و البناء الجيد للملكة القانونية الرصينة فهي بمثابة أساسات البناء ، إذا كانت قوية سيصمد البناء آمد الدهر ، أما إذا كانت هشة ضعيفة فسيكون مآله السقوط .
فتحقيق الأهداف بالسعي لا بالتمني .
شاركنا بتعليقك...