محامي ..قاضيتتكون العائلة القضائية من سلطات ثلاث –
تتكون العائلة القضائية من سلطات ثلاث- الاتهام فالدفاع ثم القضاء |
الاتهام فالدفاع ثم القضاء... تستمد كل منها سلطة وجودها من المشرع اذ لكل واحد منها قانونها الخاص. هذه السلطات وان بدت مستقلة بعضها عن الاخر الا انها تسعى الى غرض واحد هو (القرار العادل) وقد يحتدم النقاش بينهما وربما تنشأ بينهما مواقف متشنجة ولكنها معركة لا يراد منها الخصام الشخصي بقدر الوصول الى (النتيجة العادلة). واكثر الاطراف تشابكاً هما الاتهام والدفاع ومن هنا يكون دور القاضي ان كان ذا ضمير اكثرها اعتدالاً بأعتباره حكم التشابك لا يتحيز حتى للجانب الذي يعتقده على الحق ويبقى طوال المعركة صامتاً ساكناً ثم هو في النهاية يتخذ القرار العادل لا غاية ولا مغنم بل مفاضلة بين حقان لا تفضيل بين شخصين فاذا بهم خارج مجلس القضاء اخوة واصدقاء متحابين ومتضامنين.
هذا هو الجو الذي يجب ان يسود بين العائلة القضائية، تتساوى في قدرها وجلالها واهميتها والغرض منها لا سلطان لسلطة على اخرى بل احترام متبادل وتقدير للمواقع وفهم عميق للادوار فالمحامي الذي يعمل للعدالة ويسهر من اجلها يذهب جهده هباء ان لم يجد القاضي الذي يفهمه ويعاونه ويسعى مثل سعيه غير ان اللقاء المستمر واحتكاك العمل الدائم يولد القليل من الشرر حينا بعد حين ويساعد في ذلك اختلاف وجهات النظر ووجود المخالفين بين الجانبين ( محامين .قضاة)والمخالف لا يقاس عليه، فبعض القضاة بضنون ان هدف المحامي هو مصلحة موكله لا العدالة في ذاتها وهو لهذا يلجأ الى كافة الوسائل والطرق كالمغالطة والتضليل والمماطلة مما يضر بسير العدالة....
والبعض من المحامين يدعون ان القاضي وهو يملك في نهاية الأمر (اصدار القرار) وهو الفصل في جهود المحامي يكللها بالنجاح او يقضي عليها بتعاليه ومزاجيته. بما يملكه من سلطان ويضفي عليه كبرياء خاص لا يطيقه المحامي بل يمقته ويمجه. هذا الاعتقاد لدى القاضي والمحامي قد يكون له ما يبرره احيانا ولكن التصميم هنا محطم للعدالة في ذاتها قاصم لظهرها، لا يلجأ اليه الا المحامي العاجز والقاضي المتعال المتغطرس ولكن يقيناً ان للنفوس في بعض الظروف اهواء لا نملك الا ان نعترف بها، فالقاضي المثقل بأعباء العمل والنرجسية. والذي يأبى ان يصغي طويلا للمحامي...
فيقاطعه ويمنعه من الكلام وللمحامي ايضا عذره فهو يحس بواجبه وبالقسم الذي اداه وعليه ان يبرأ ذمته فيدلي بكل ما يدور بخلده انصافا للعدالة التي يسعى اليها. فيأبى متسلحا بكبرياء صناعته وتقديس واجباته ويحس بانه ليس اقل من القاضي شأناً ولا ادنى منزلة وان وقت القاضي الثمين ليس اثمن من حقوق موكله، وقد يثور وتحدث المخاشنة بينه وبين القاضي ذلك الذي جلس في مجلس يقال عنه قد يكون مقعدا من النار ...
شاركنا بتعليقك...