بداءة و أستهل حديثي بأن دراسة القانون ليست بالهينة ، فهي من أدق الدراسات مثلها مثل دراسة الطب ، فإذا كانت دراسة الطب تكتسب دقتها من دقة و تعقيد تركيب الجسم ، فدراسة القانون تكتسب دقتها من دقة و تعقيد المجتمع وسلوك الإنسان فيه ، فإذا كان مآل التهاون في دراسة الطب وفاة المرضى ، فإن التهاون في دراسة القانون يؤدي إلى انهيار المجتمع برمته .
لذلك فإن دراسة القانون و إن كانت تكسبك العديد الصفات الإجتماعية كالذكاء الإجتماعي و النظرة الفلسفية لبواطن الامور الإجتماعية ..إلخ ، فإنها تحتاج الكثير من القراءة والكثير من الجهد والتركيز، فلماذا لا نجعلها أيضاً ممتعة لأنها بالفعل كذلك !
لذلك سأزف لك في هذا المنشور بعض النصائح التي ستضيف جانب من المتعة و السعادة في دراستك للقانون ، أو في أقل الإحتمالات ستقلل شعورك بالملل الدراسي .
لذلك أول ما أنصحك به عزيزي دارس القانون هو ( الدافع و الباعث )
حاول أن تتخلص من ذلك الموروث السيئ و هو أنك تذاكر و تقرأ من أجل الإختبار و ليس للإستزادة من مناهل ذلك العلم الشيق ، فأنت تضع نفسك تحت ضغط الإختبار الذي يجعلك تقرأ و تحفظ دون أن تفهم فتظلم نفسك و تهدر طاقتك ، فإن لم يكن الدافع للدراسة هو الخوف من نتيجة الاختبار سيكون الدافع هو الحب والرغبة، وستتفاجأ من الطاقة التي ستعتريك وستدفعك للمزيد.
حاول أن تتخلص من ذلك الموروث السيئ و هو أنك تذاكر و تقرأ من أجل الإختبار و ليس للإستزادة من مناهل ذلك العلم الشيق ، فأنت تضع نفسك تحت ضغط الإختبار الذي يجعلك تقرأ و تحفظ دون أن تفهم فتظلم نفسك و تهدر طاقتك ، فإن لم يكن الدافع للدراسة هو الخوف من نتيجة الاختبار سيكون الدافع هو الحب والرغبة، وستتفاجأ من الطاقة التي ستعتريك وستدفعك للمزيد.
ثانياً : من تخالط ؟!
مرافقتك لزملاء يملؤهم الحماسة ويقودهم الشغف سيجعلك ترى الجانب المثير في القانون، سيجعلك ترى الجانب المشرق منه مما يخفف عليك وطأة مساوئه، إنه لمن بالغ الأهمية أن تختار بحكمة وروية من تخالط ، فهو وإن كنت مؤمناً بأنك إنسان مستقل بفكره ومشاعره لا تتأثر بمن حولك سأوكد لك كما أكد التاريخ والحكماء والفلاسفة بأنك ستتأثر ، فاختر حامل المسك وألزمه .
” صحبة الأخيار تورث الخير ، وصحبة الأشرار تورث الندامة ” عبدالله بن المقفع.
ثالثاً : تابع و جالس كبار الشخصيات القانونية .
عندما تقرأ وتسمع نقاش كبار القانونيين، فترى قوة حجتهم ورصانة تعبيرهم وروعة أسلوبهم وشخصيتهم ، ستوقد العزيمة في نفسك لتختصر الطريق فتصل إلى ما وصلوا إليه، ستسعى إلى السير على خطاهم بل ستبذل ضعف ما بذلوه لأنك رأيت من خلالهم روعة النهايات ، بل ستسمع منهم أنبل الكلمات التحفيزية و أقواها.
رابعاً : لا تتعجل و تتعمق في قراءتك
من الأمور التي لا أعلم علّتها إلى الآن هي سعي الطلاب إلى شراء الموسوعات القانونية الكبيرة ، أو سؤالهم لي دائماً لدي أمهات الكتب القانونية أقرأ لمن !
بداءة عزيزي دارس القانون يجب أن تختار بعناية فائقة ما تقرأ ، وضع في حسبانك دائماً مستواك القانوني و قدرة ملكتك القانونية ، الأمر ليس قصوراً في فهمك ولكن حتى تضمن الفائدة القصوى وحتى تحقق الغاية المرجوة فلا تضيع وقتك ويعتريك الإحباط ، لذلك اقرأ ما هو متعلق بمواد فصلك الدراسي لأنها لم توضع لك في هذا المستوى عبثا و اعتباطاًً فهي بالتأكيد الأنسب لك، فاقرأ وتوسع فيها، أو اقرأ شروحات لمؤلفين آخرين .
بداءة عزيزي دارس القانون يجب أن تختار بعناية فائقة ما تقرأ ، وضع في حسبانك دائماً مستواك القانوني و قدرة ملكتك القانونية ، الأمر ليس قصوراً في فهمك ولكن حتى تضمن الفائدة القصوى وحتى تحقق الغاية المرجوة فلا تضيع وقتك ويعتريك الإحباط ، لذلك اقرأ ما هو متعلق بمواد فصلك الدراسي لأنها لم توضع لك في هذا المستوى عبثا و اعتباطاًً فهي بالتأكيد الأنسب لك، فاقرأ وتوسع فيها، أو اقرأ شروحات لمؤلفين آخرين .
خامساً : أحضر جلسات في المحكمة
ما أجمل من أن ترى على أرض الواقع كيف يطبق القانون ! ، سترى النصوص الجامدة في النظام تتجسد في المحامي والقاضي و وكيل النائب العام ، ستنقش في ذاكرتك وسيبسط لك ما كان عسيراً في الكتب ، وسيدفعك ذلك بالتأكيد إلى بذل المزيد ، لذلك أنصحك إن أتيحت لك الفرصة و سمح وقتك بذلك .
ملحوظة : أحرص على حضور الجلسات مع محامي أتفقت مسبقاً معه على أن تصاحبه في المحكمة ، و ياحبذا إن علمت ملابسات القضية وأين وصلت في إجراءات التقاضي ، و للاحتياط حتى لا تتعرض للمضايقات أحضر ما يفيد كونك طالب قانون أو بطاقتك الشخصية .
و سأكتفي اليوم بهذه الجرعة ، و للحديث بقية إن شاء الله .
مصطفى جمال ،،
شاركنا بتعليقك...