نموذج وصيغة مرافعة في قضية إتجار مخدرات |
بقلم المحامي سامح زيادة
الغاية من النشر : الفائدة القانونية
الدفوع
والحاضر مع المتهم التمس براءته من التهمة المنسوبة إليه تأسيسا علي
- أولا:بطلان القبض والتفتيش وما تلاهما من إجراءات لوجود المتهم في غير حالات التلبس
- ثانيا: عدم معقولية الواقعة واستحالة تصورها علي النحو المسطر بالأوراق
- ثالثا: إنفراد محرر المحضر بالشهادة وحجب أفراد القوة المرافقة له.
- وأخيرا:انتفاء صلة المتهم بالاحراز المضبوطة
سيدي الرئيس...حضرات السادة المستشارين الأجلاء
إن لي مقدمة لازمة .أستهل بها دفاعي عن المتهم تتعلق بالسيرة الذاتية لهذا المتهم وباختصار شديد :
...المتهم الذي أحالته النيابة العامة بتهمة الاتجار في المواد المخدرة تخرج من كلية الصيدلة منذ ثلاثة أشهر..
فهو طبيب صيدلي وابن طبيب وابن طبيبة ( ونقدم لعدلكم حافظة مستندات تفيد وظيفة الام والأب والمتهم) الذي أجد وبحق صعوبة بالغة في نعته بالمتهم...ولكنه القانون.
بل وأكثر من ذلك أنه الأول علي دفعته سنتين متتاليتين بكلية الصيدلة..والأول طيلة سنوات الثانوية العامة علي مستوي محافظة القليوبية
المتهم لم يكن عاطلا أو مشبوها علي حد قول السيد ضابط الواقعة في الرواية الخيالية التي سطرها بمحضره المؤرخ. / /
وأبدأ حيث انتهي ظابط الواقعة
سيدي الرئيس...حضرات السادة المستشارين الإجلاء
إن الدفوع التي عرضناها علي عدلكم... والدفاع الذي سنضعه علي بساط البحث أمام المحكمة الموقرة مثله مثل كل كلمة وحرف في أوراق هذه القضية دفاعا عن هذا الشاب الذي يقف خلف القضبان متهما بجريمة الإتجار في المواد المخدرة.... ونبدأ بحديث القانون فيما يتعلق بحالات التلبس بالجريمة ..والتي ورد ذكرها علي سبيل الحصر لا المثال بالمادة 30 إ.ج حتي لا يتم التوسع فيها والقياس عليها طبقا للأهواء..وحالة المتهم الماثل لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توصف علي أنها حالة من حالات التلبس الواردة حصرا بقانون الاجراءات الجنائية ..وبالتالي يضحي القبض عليه باطلا ..ويبطل معه كل ما تلاه من إجراءات .
وبإنزال ذلك علي واقعات وماديات الدعوي...نجد أن السيد ضابط الواقعة وعلي حسب ما سطر بمحضره...ذكر أنه أبصر المتهم وفي ساعة متأخرة من الليل (الثانية فجرا) واقفا علي إحدي النواصي بطريقة تدعو للشك والريبة ( ولم يبين لنا سيادته الحالة التي كان عليها المتهم والتي تدعو للشك والريبة علي حد قوله) حتي نقف علي حقيقة أمر المتهم...إلي أن سئل بالتحقيقات فقرر أن المتهم كان يتلفت يمينا ويسارا.
....ممسكا بيده اليسري كيس بلاستيكي أسود اللون وما أن رأي الضابط والقوة المرافقة له حتي ألقي ما بيده (وحاول الفرار) فتتبع السيد الضابط
هذا الكيس ببصره حتي استقر أرضا ...فالتقطه وبتفتيشه وجد بداخلة عدد ستة عشر لفافة ورقية متوسطة الحجم وبفضها تبين بداخلها نبات عشبي جاف أخضر اللون يشتبه أنه لنبات البانجو المخدر ...ثم قام بإعادتها لسيرتها الأولي وقام بالعدو خلف المتهم وقبض عليه وواجهه بالمضبوطات(وكأن الضابط سوبر مان أو له روحين..روح تتبعت ما القاه المتهم..والروح الأخري قامت بالعدو خلفه والقبض عليه) واعترف المتهم بحيازتها بقصد الاتجار..وبتفتيشه وجد بجيب بنطاله الأيمن مبلغ مالي وقدره 300ج
وما هذا إلا باطلا أريد به باطل...فقد أراد السيد الضابط أن يضفي المشروعية علي إجراءه الباطل بجعل المتهم في حالة تلبس بالجريمة ليستبيح القبض عليه وتفتيشه بهذه الصورة التي لا يمكن بحال أن يقبلها عقل أو منطق.. المفترض أن المتهم وعلي حد وصف ضابط الواقعة هو تاجر مخدرات
ويفترض فيه الحيطة والحذر ...فكيف يقوم المتهم بإلقاء دليل إدانته بهذا الشكل أمام السيد ضابط الواقعة وكأنه يقول له هذا مخدر فاقبض علي...وكان اولي به الفرار بجريمته التي لم يتبينها الضابط وان يلقيها بعيدا عنه...بل والأكثر من ذلك أن يلقي المتهم جريمته امام الضابط ثم يحاول الفرار ثم يتتبع الضابط ما ألقاه المتهم ثم يقوم بفضه ثم يتبين ما بداخل الكيس ثم يعيده لسيرته الأولي ثم يعدو هو بنفسه خلف المتهم ثم يقبض عليه
وحتما هذا الحديث لا يمكن قبوله
فمن المستحيل أن يلوذ المتهم بالفرار بهذا الشكل وهو خائف من القبض عليه..ويستطيع ضابط الواقع اللحاق به
قالو قديما "إن الخوف يجعل العجوز الأشن..أسرع من ظبي طريد" فما بالنا والمتهم شاب وفي ريعان الشباب
وحينما يقرر ضابط الواقعة علي لسانه هذه الجملة (حاول الفرار) فإننا نترجمها بأن المتهم لم يسطيع الفرار وإنما قبض عليه قبل أن يتبين ضابط الواقعة المخدر ...وهذا هو القبض الباطل ...والا كانت للواقعة صورة أخري حجبها عنا سيادته لتحميل أعناق المتهم عقوبة مثل هذه التهمة
فكلمة حاول في اللغة..تعني الشروع في أمر لم يكتمل لوجود مانع...والمانع هنا القبض علي المتهم
ولما كان التلبس صفة تلازم الجريمة لا شخص مرتكبيها...وأنه يتعين علي ضابط الواقعة أن يتبين الحريمة أو يدركها بإحدي حواسه قبل القبض علي المتهم . والا تنتفي حالة التلبس
والأكثر من ذلك أن ينفرد ضابط الواقعة وحده بالشهادة دون باقي أفراد القوة المرافقة له بحجة أنهم كانوا مشغولين بتأمين سيادته وتأمين المأمورية ولا يعلم عما إذا كانوا قد شاهدوا الواقعة من عدمه...وكأنهم صم بكم عمي لا يفقهون
كل ذلك يؤكد أمام عدلكم أن السيد ضابط الواقعة أراد أمرا ما في نفسه ...وأن الصورة الحقيقية للواقعة والأقرب للمنطق هي ما وردت علي لسان المتهم نفسه من أنه تم إلقاء القبض عليه من أمام منزله بعد مشادة فيما بينه وبين ضابط الواقعة......الخ ما رواه المتهم)
أما السيد ضابط الواقعة فقد حرر محضره متناسيا أن اوراق الدعوي ستنتهي حتما بين يدي قضاة اجلاء يزنون الأدلة بميزان أدق من ميزان الذهب.داخل ساحة القضاء التي كلها جد واتزان ووقار...ولا مجال فيها للمهاترات أو المجادلات
وبناءا عليه
يلتمس المتهم تبرئة ساحته من هذه التهمة
ملحوظة: لم تسمع المحكمة المرافعة بالكامل واكتفت بجزء منها لبساطة القضية...ثم بناءا عليه ..وقضت بالبراءة
ولكن هذه المرافعة التي أعددتها واختصرت فيها قدر الامكان ...وهذا ما أسعفتني الذاكرة لكتابته
شاركنا بتعليقك...