تقنيـات منهجيـة البحث العلمي.
1 ـ مراحل إعـداد البحث العلمـي
.
تقنيـات منهجيـة البحث العلمي
1 ـ تقنيــات البحث العلمـي
اختلف الباحثون في تحديد المراحل و الخطوات الإجرائية المعتمدة في بناء البحث من أول اختيار المشكلة حتى كتابة التقرير النهائي ... و في ما يلي سوف نتناول بالعرض و التلخيص بعض وجهات النظر حتى يمكننا أن ننتهي بتنظيم خاص يمكن أن تجمع فيه الخطوات الرئيسية المنهجية التي قد يجب أن يتبعها الباحث عند دراسته لأية مشكلة من المشكلات الاجتماعية أو ظاهرة من ظواهر الطبيعة.
ـ و يعرض لنا " ميلتون فيرتشيلد " في كتابه البحث العلمي ، خطوات البحث العلمي الرئيسية التي يتبعها الباحث فيما يلي:
1 ـ جمع البيانات عن المشكلات أو إجراء مسح للتراث الفكري في مجال ميدان يختاره الباحث و تسجيل هذه البيانات و التأكد من صحتها.
2 ـ تصنيف و ترتيب البيانات التي تم جمعها من ناحية التشابه أو الاختلاف مع بعضها البعض أو التمييز بين صفاتها أو حسب غيرها من محكات التصنيف.
3 ـ تعميم النتائج حتى يمكن الوصول إلى مبادئ أو قوانين أو نظريات عامة في صورة مبدئية.
4 ـ تحقيق صحة المبادئ أو القوانين أو النظريات التي تم التوصل إليها عن طريق التجربة.
5 ـ وضع البيانات و النتائج في صورتها النهائية.
ـ و لـقد حاولت " سلتز و زملاؤها " أن تقدم صورة كاملة تعرض فيها خطوات البحث العلمي يمكن تلخيصها:
1 ـ تحديد مشكلة البحث.
2 ـ تحديد إطار الدراسة و إجراءات البحث ( الهدف ، الفرضية ، العينة ، أسلوب جمع المعطيات ، أسلوب التحليل الإحصائي ).
3 ـ النتائـــج.
4 ـ ما تتضمنـه النتائــج.
ـ أما " آيلسون " فقد وضع تصور البحث العلمي أكثر اتساعا من " سلتز " نلخصها فيما يلي:
1 ـ اختيار المشكة أو الموضوع ( تحديد مجالات البحث مدققة ).
2 ـ تحديد المشكلة ( الأسباب ، الأهمية ، المجال ).
3 ـ خطوات العمل ( تحديد عناصر المشكلة و فروعها و أقسامها ، تحديد خطوات البحث المتبعة في حل المشكلة ، و البيانات الواجب الحصول عليها ، الوسائل ، تصنيف البيانات، الفروض .. إلخ ).
4 ـ النتائــج ( تحقيق الفروض و استخراج النتائج ).
5 ـ البحوث السابقة ( مسح للتراث الفكري و البحوث السابقة التي ترتبط بمشكلة الدراسة ).
ـ أما " كاتا بادهي " فقد حدد ثلاث مراحل يمر بها البحث الاجتماعي ، هي:
1 ـ مرحلة تقيـيم البحث.
2 ـ مرحلة تنفيذ البحث.
3 ـ مرحلة مراجعة النتائج و تحليلها و كتابة التقرير.
أما المرحلة الأولى فتتضمن تحديد هدف البحث و الغرض منه و إمكانات إجرائه ، و الموارد الفنية و الماديـة حتى يمكن تحديد مجال البحث و طريقة جمع المعطيات في الميدان و تفريغها في جداول و تبويبها.
أما المرحلة الثانية فتتضمن تحديد الفروض التي يهدف البحث إلى تحقيقها ثم تحديد العلاقات المراد معرفـة نوعها و درجتـها و تصميم جداول التفريغ ، و أدوات البحث و حجم العينة .. إلخ ، و تتضمن المرحلة الثالثة طريقة الحصول على البيانات و تحليل هذه البيانات و وضعها في جداول و كتابة التقرير النهائي.
ـ و هناك من يصنف البحوث إلى نوعين ، الأول نظري و الثاني تطبيقي ، و يسمى الأول بالبحث الأساسي لأنه يهتم بتنمية نظريات العلم بدءا من اختيار فرضياته و انتهاء بتنقية نتائجه من الرؤى الضيقة أو تعميمات واسعة المدى لكي تصبح قابلة للتطبيق الفوري ، و غالبا ما يبدأ الباحثون في هذا النوع من البحوث إلى تحدي ، أو نقد أو تقويمه للإحدى النصوص النظرية المعينة فييذهبون إلى اختبارها و التأكد من صحتها أو بطلانها ، لذلك لا يستمتع القارئ العادي ( غير المتـخصص مثلا بعلم ) بقراءتها أو الإطلاع عليها لأنها لا تعالج مشكلات مجتمعـه المعاصرة ، و مصاغة بأسلوب فلسفي و منطقي رفيع المستوى و عميق التفكير فضلا عن استخدامه النموذج البحثي الذي يعني نمطا أو مثالا يحتدى به أو رؤية أو إطارا مرجعيا يعكس صورة الحياة الاجتماعية متضمنا مجموع من المفاهيم و الاحتمالات كما يراها الباحث ، فالنموذج إذن نافذة ذهنية ينظر من خلالها الباحث إلى مجريات الحياة الاجتماعية.
و فيما يلي المراحل العامة للبحث الاجتماعي:
و لكن على الرغم من أن المشتغلين في علم مناهج البحث قد اختلفوا حول تصميم البحوث و تنظيمها إلا أن هناك فيما بينهم خطوطا عريضة عامة تكاد تكون شبه اتفاق حولها ، و من هذا المنطلق يمكن القول إلى أن عملية البحث في مجال العلوم الإنسانية تمر بمراحل ثلاثة رئيسية هي:
المرحلة التحضيرية و المرحلة الميدانية و المرحلة النهائية ، و كل مرحلة من هذه المراحل الثلاث تتضمن مجموعة من الخطوات الإجرائية ، ففي المرحلة التحضيرية يقوم الباحث باختيار مشكلة البحث و صياغتها و تحديد المفاهيم و الفروض العلمية و تحديد نوع الدراسة التي يقوم بها و كذا نوع المنهج المستخدم في البحث و الأدوات اللازمة لجمع البيانات ، كما يقوم بتحديد مجالات البحث الثلاثة البشري و المكاني و الزمني.
و في المرحلة الميدانية يقوم الباحث بجمع البيانات إما بنفسه أو عن طريق مجموعة من الباحثين الميدانيين الذين يستعان بهم في غالب الأحيان في البحوث الكبيرة ، و تتضمن هذه المرحلة مجموعة من الخطوات أهمها : عمل الإتصالات اللازمة بالمبحوثين و تهيئتهم لعملية البحث و إعداد الباحثين الميدانيين و تدريبهم و الإشراف عليهم أثناء جمع البيانات ، ثم مراجعة البيانات الميدانية لاستكمال نواحي النقص فيها و التأكد من صحتها و مسجلة بطريقة سليمة.
و في المرحلة النهائية يقوم الباحث بتصنيف البيانـات و تفريغها و جدولتـها و تحليلـها و تفسيرها ، ثم يقوم بكتابة تقرير مفصل يشتمل على كل الخطوات التي مرت بها عملية البحث.
مع العلم أن مراحل البحث و خطواته مترابطة فيما بينها ترابطا وظيفيا بحيث يصعب وضع الحـدود و الفواصل فيما بينها ، و لـذا فإن البـاحث حينما يصمم بحثه يفكر في كل المراحل و الخطوات باعتبارها وحدة متكاملة ، إلا أنه يقوم بإبراز الخطوات واحدة بعد الأخرى كلما تقدم في دراسته.
و ليس ترتيب خطوات البحث واحدا من حيث الأولوية و إنما تقتضي طبيعة كل بحث تقديم أو تأخير بعضها على بعض.
و نتعرض فيما يلي لهذه الخطوات بشيء من الإيجاز :
الخطـوات المنهجية للبحث الاجتماعــي:
إن تحديد الخطوات الرئيسية التي يجب على الباحث الإستناد إليها تستلزم طرح مجموعة من الأسئلة على الباحث نفسه و هي على النحو الآتي:
ـ ما هو الموضوع الذي يشغلني بالضبط ؟
ـ لماذا يشغلني هذا الموضوع ؟
ـ ما هي عناصر هذا المشكل ؟
ـ هل دراسة هذا الموضوع ضرورة اجتماعية ؟
ـ هل دراسة هذا الموضوع ممكنة أم غير ممكنة ؟
ـ ما هو نوع الدراسة المطلوبة أو الممكنة ؟
ـ ما هي الأهداف المتوخاة من هذه الدراسة ؟
ـ ما هي المنفدات الأساسية ؟
ـ ما هي الفرضية المحتملة ؟
ـ ما هي المعلومات المطلوب توفرها لاختيار الفرضية ؟
ـ ما هو المنهج الذي يجب أن يعتمد في البحث ؟
ـ ما هي الأدوات المعتمدة في هذه الدراسة ؟
و أخيرا هل أن إجابتي على هذه الأسئلة كانت دقيقة و كافية و صحيحة ؟
شاركنا بتعليقك...