بعد تأثر أفراد المجتمعات الإسلامية بثقافات وتشريعات نظم غير إسلامية، عندما فتح العالم الإسلامي على غيره من الثقافات وخصوصا لما استعمرت أرضه، ثم انبهرت عقول بعض أبنائنا بما عند الغير، واتسع هذا النقل والتقليد حتى شمل مجال التشريع نظام الأسرة، وتطور إلى مستوى الشك والارتياب في صلاحية ذاك التشريع للحكم والتطبيق.
ومتى نظرنا إلى الولاية كما ينظرها الآخرون. نوعا من التسلط فإنه من الطبيعي أن يكون لصاحب الحق المجال في ممارسة حقه، وهو شيء من السلطة، وأن يكون لصاحب المسؤولية المجال للقيام بمسؤوليته، وهو شيء من التسلط أيضا. وبهذا ندرك أن الولاية على المرأة بمعنى السلطة عليها.
وهذا الجانب من تصوير الأمر وكأنه انتهاك لحقوق المرأة، وهو ما تلح على ترويجه منظمات حقوق الإنسان والشذوذ التي بدأت بالمناداة بالحرية وحقوق المرأة مستغلة ما تسبب فيه الرأسمالية والشيوعية من إهانة المرأة واستغلالها، وانتهت بطمس الفطرة وتدمير مؤسسة الأسرة وانهيار المنظومة الأخلاقية للمجتمع.
فالولاية قبل أن تعني كفاية المرأة من التعرض لما يبعدها عن بيتها و يمنعها من التبذل، فهي نابعة من نصوص ثابتة، وإن كانت الأنظمة البشرية جديرة بالاحترام لما توفره من الانتظام في الحياة فكيف بالتشريعات الربانية التي تضمن للناس السعادة، إذ هي من خالقهم جلا و علا الذي هو أعلم بهم و بما يصلح شؤونهم (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) سورة الملك الآية 14.
وإذا الواجب على أهل العقول المستنيرة والضمائر الحية والقلوب التقية، المساهمة في توعية بناتنا بحقيقة المظاهر الزائفة والمقولات الخادعة والوعود الكاذبة، وأن ينظروا إلى ما يريده أعداؤنا بنا في خطوات متدرجة لا تريد الخير بنا كما شاهدناه في سابق الأحداث.
وأن يحذروا ممن يضخمون الحالات الشاذة لتكون سببا لهدم بنيان الأسرة بدعوى الصلاح والإصلاح.
" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " سورة البقرة الآية 120.
اللهم أحفظ بلادنا و مجتمعنا من كل مكروه.
شاركنا بتعليقك...