#أين_ذهب_المجتمع_القانوني !!
" سلسلة من التساؤلات حول إختفاء المجتمع القانوني في مصر "
بعد إنتهاء مرحلة الثانوية العامة و الوقوف و لأول مرة في مرحلة مفترق الطرق ، وقفت باحثاً عن أي كلية تقبل طالب شعبة علمي رياضة لم يفلح في الإلتحاق بالكليات الهندسية ، فقمت بالبحث عن كل الكليات المتاحة و نوع الدراسة بها و ماهية المجتمع الذي سأنخرط فيه بعد التخرج إلى أن تعثرت قدماي في كلية الحقوق الثرية بالتاريخ الذي سطره أبناءها ،و الذي يظهر جلياً في سجلات التاريخ و ما تذخر به من أسماء أشهر الزعماء و الساسة في مصر ، و لأني في مثل هذا السن الصغير لم أكن أعرف كثيراً عن هذه الأسماء سوى أن أشهر الميادين العامة و الشوارع المصرية تزيلها أسماؤهم ( ميدان مصطفى كامل - ميدان طلعت حرب - شارع عبد الخالق ثروت - شارع مصطفى النحاس - شارع مكرم عبيد .... إلخ ) كنتُ كمن وجد ضالته بعد عناء ، فقرأت أكثر و أكثر عن تاريخ الكلية منذ إنشائها من 150 سنة و موادها الدراسية التي خرجت عقليات سياسية كمصطفى كامل و سعد زغلول و غيرهم و عقليات إقتصادية كطلعت حرب و عقليات قانونية كالسنهوري .
لكني لم أتمادي و وضعت نصب أعيني ما ألت إليه و كيف ينظر المجتمع إليها و مدى تقبل عائلتي لإختياري هذا ، بل أنني سأغوص في شاطئ مدون عليه لائحة " لا يوجد منقذ أنت تسبح على مسئوليتك الخاصة " فلا يوجد من يوجهني في هذا الطريق المظلم .
لكن منذ ولوجي و إلتحاقي في هذا المجتمع و أنا أبحث عنه و لا أجده ، أصبحت كمن رأي قصر فني شديد الجمال لكن عندما دلخه وجده خاوياً مظلماً كأنه تم نهبه و إفساده .
زاد تساؤلي بعد التخرج و الإنخراط رسمياً فيه !! أين ذهب المجتمع القانوني !!؟
فرغم مروري بالعديد من الصعاب و التيه أثناء مرحلة الدراسة إلى أنني أظن أني بلغت جزءاً بسيطاً مما كنت أصبو إليه جعلني أقف متحدثاً في مؤلف أقدمه إلى طلاب القانون ليتغلبوا على هذا التيه و التخبط .
لكن الأن و بعد التخرج و ازدياد فجوه الحيرة و التيه تزداد تساؤلاتي يوماً بعد يوم !!
لما وجدت المجتمع القانوني منهار إلى هذه الدرجة بل فاق ما توقعت و أعددت !؟
لماذا تفتح نقابة المحامين أبوابها للجميع دون أدنى معايير للقبول ، بل تقبل المفصولين من بعض الجهات القضائية و الشرطة رغم أن بهم من فُصل بجرائم أخلاقية !!؟
لماذا يتم إهدار الكفاءات و يحتل ذوي الواسطة و المحسوبية المناصب المرموقة و ذوي الكفاءة يتم الزج بهم في مهن متدنية بل خارج المجال القانوني أيضاً !!؟
لما لم تنمي بنا كلية الحقوق مهارة التأهب لسوق العمل و معرفة ما نملك من مهارات و أي المهن ستكون الأنسب لنا بعد التخرج !!؟
لما أقف إلى الأن عاجزاً عن سلك أي الطرق القانونية خشيةً من الوقوع في دائرة إستنزاف الطاقات دون فائة لا مالية و لا علمية !؟
لكني لا أملك سوى الدعاء " اللهم اختر لي و لا تخير لي فإني لا أحسن التدبير " للخروج من مرحلة مفترق الطرق هذه بأمان :)
مصطفى جمال
16-11-2018
شاركنا بتعليقك...