ماراثون الخليل كل يغني على ليلاه ... و الكل اكل الشهد من عنب الخليل
ماراثون الخليل |
بقلم المحامي بلال محفوظ
بالتاكيد الجميع تابع اليوم ماراثون الخليل و التغطية الاعلامية و ردود فعل مؤيدة و ردود فعل معارضة معارضة قاطعة ... و لكن يبدو ان المارثون اخذ منحى تصفية الحسابات و اثبات الوجود بين عدة قوى متصارعة بالخليل وكلها تدعي انها تمثل الاسلام .
فالمؤيدون يستندون الى ادلة شرعية ان النبي عليه السلام تسابق مع ام المؤمين عائشة و كان هذا علنا و امام الناس وليس سرا و يقولون ان الاختلاط غير واقع لان الشباب سيكونون امام البنات ... و المعارضون يقولون ان هذا فسق و فجور دبر بليل ، و انه خطوة باتجاه الاختلاط ، و تمهيد الطريق الى مزيد من الفعاليات على غرار رام الله ، لتميع مدينة خليل الرحمن المتدينة .
و من الواضح ان الشرطة ارادت النجاح لهذا المارثون .
و بالتحليل
اولا : منظم المارثون حقق اهدافه
القائم على مشروع المارثون (جمعية تنظيم وحماية الأسرة الفلسطينية) و هي مؤسسة (NGOs) و تهدف الى تعزيز الثقافة الجنسية لدى الجنسين ... و هدفها حسب موقعها الالكتروني .... (الغاية الأولى/الشباب: جميع الشباب الفلسطيني واعي إلى إحتياجاتهم الصخية ومهيئين لاتخاذ قرارات وخيارات خاصة بصحتهم الإنجابية والجنسية) ... وبالتالي فقد حققت هدفها ... و ربما ارضت المموليين لهذه الجمعية ... و غالبا ما يكون الممول جهة اجنبية دولية او غربية .
ثانيا : رجال الاصلاح (حزب التحرير) حققوا هدفهم
في ظل تراجع ثقة الناس بشكل عام برجالات حركة فتح في مدينة الخليل ... و تراجع دور رجالات حركة حماس نتيجة الواقع الامني ... يعمل رجال اصلاح الخليل على تلميع بعض الاسماء سياسة و ملئ الفراغ و تعزيز دور المحاكم الشرعية التي يتم تلميع اسماء اشخاص غالبا ما يكونو على غير كفاءة و لكن يتوفر فيهم شرط الحزبية و شرط العائلة الكبيرة ... وهذه ليست اول مرة فتم قبل ذلك في مسائلة وقف تميم الداري و تعزيز دور الضابطة الجمركية و غيرها كممثل ل(الامر بالمعروف و النهي عن المنكر) .
ثالثا : الصحفيون حازوا على تغطية اعلامية غير مسبوقة وبل و بثوا ارائهم بشكل مخالف (بعض الاحيان) لقواعد مهنة الصحافة ... بل و تجاوز بعضهم باتهام من يقوم باجراء المقابلة معه .
رابعا : الشرطة ... حيث ظهرت الشرطة انها صاحبة القرار والسلطان و ان تعاملها مع الاحداث طبيعيا مقبولا وانساني ... لا بل و شاركت في تكريم الفائزين و الفائزات ... و نشرت خبرا على موقعها بنجاحها في الاشراف و المحافظة على السلم .
و الخلاصة ... ان كل الذين شاركوا بالقبول او الرفض اكلوا الشهد من عنب الخليل ... و ان المؤسسة و رجال الاصلاح والصحافة و الشرطة استفادوا من المارثون .
و لكن و دون ان اتدخل بالنوايا التي لا يعلمها الا الله فان رسالتي هي كما يلي :-
اولا :- الموسسة المنظمة و كل مؤسسات المجتمع المدني ... يا ايها المؤسسات التي نظمت المارثون و التي تسعي لاهداف تطوير الصحة الجنسية ... هناك امراض كثيرة ونقص بالمستشفيات و المراكز الصحية ... ادعوهم الى تقوى الله ... و عدم الانصياع الى اوامر الممول ... و اذكرهم ان المؤسسات و الدول الداعمة ليست حسنة النية دائما ... لذلك عليكم ان تتقوا الله و تتذكروا ان الرزق على الله وليس على الممول و لا تجعلوا التنافس بينكم يضيع عليكم اخرتكم ... و ادعوكم الى عدم استفزاز ابناء مجتمعاتكم والتعامل معهم كجهلة و متخلفيين .
ثانيا :- رجال الاصلاح (حزب التحرير) ... اذكركم انه ليس فقط المارثون الخطا الوحيد (اذا كان رائيكم انه خطا) في مددينة الخليل ... و انه ليس الاختلاط الوحيد في الخليل ... فهناك تجاوزات شرعية كثيرة ... و ربما ادعوكم الى مراجعة اخطائكم و شخصياتكم ... كما ادعوكم ان تتخذوا وسائل للدعوة اكثر عصرية و ليس الصياح والتهجم ... فربما يراكم كثير من الناس انكم على خطأ .
اما الصحفيين و الشرطة فادعوكم الى ان تكون مواقفكم وعملكم مهني و ليس رد فعل على مواقف و تصرفات .
المحامي بلال محفوظ
شاركنا بتعليقك...