تقوى الله أم اللهاث وراء المادة؟
تقوى الله أم اللهاث وراء المادة؟ |
بقلم الدكتورة ايمان حماد / فلسطين
مهما خبر الانسان من متع مادية فلن يجد بعد لذة التقوى والقرب من الله مهما تهيأ له أن حاجاته المادية ملحة. فالله يرزق العبد الموقن به من حيث لا يحتسب ؛ بينما الشيطان يعدنا بالفقر ليسرقنا من طاعة الله. ومن صور الحياة المعاصرة المؤسفة هو العمل المتواصل دون أن يترك الإنسان فسحة نورانية لطاعة الله كصلاة متأنية وقراءة آيات مع تدبر معانيها. ومن صور اللهاث وراء سراب المادة التقاعس في العبادات والواجبات الدينية بحجة عدم وجود وقت وكأن الدنيا مسلطة على تلك الرقاب التي تنحني لها بدل من السجود لله. اصبحنا عبيدا مخلصين للمادة ...
وليس للوهاب الذي يرزق من يشاء بغير حساب. سرقتنا الدنيا من الدعاء لوالدينا أو زيارة قبور المتوفين منهم وكأننا نقول لسنا من الصالحين لأن الحديث النبوي حصر الدعاء للوالدين بولد (صالح يدعو له). كسرنا خواطر أرحامنا ولم تمنحنا الدنيا وقتا لجبرها ، بل قد لا نكون أصلا أدركنا أننا كسرناها لأننا أصبحنا نربط صلتها بما حققناه من حطام مصالح الدنيا - مع أن الرحمن وعد جابرها بالغنى وطول العمر ولكن عمينا عن هدى الله.
أصبح الإنسان باهتا بلا نور الله في وجهه فتراه حتى لايهتم بمظهره ونظافته التي حثنا الله عليها لأن نور الله لا يجتمع مع نار الشيطان الذي استوطن أرواح العباد اللاهثين وراء جمع المال مع يقينه بأنه قد يخرج يوما ولا يعود إلى فراشه بل إلى قبره. كم أصبح الانسانا جاحدا ! ألم يان لك أيها الانسان أن تخشع لذكر الله وتوقظ نوره في قلبك؟
شاركنا بتعليقك...