خدعــة قانونية اسمها ( وصل الأمانة ) ........
خدعــة قانونية اسمها ( وصل الأمانة ) |
المحامي مثنى حميد حويطي
الديون المدنية لطالما كان استيفاؤها صعباً و مملاً متى ما لجأنا الى الطـرق القانونية لتحقيق هذه الغاية ، بل ان البعض عرفَ نقاط الضعف في التشريع العراقي فعمد الى استغلال القانون و الناس ابشع استغلال ..
و جود ( كمبيالة او مستند كتابي ) لأثبات الدين المدني لا يحـول دون تسديد الدين على شكل دفعات ( اقساط ) و التي قد يطول الزمن لحين استلام كامل المبلغ ..
( الصك ) فقط يتضمن عنصراً جزائيا يحمي قوته الأئتمانية و محاكم التحـقيق تنظر الشكوى الناشئة عن تحرير الصكوك بدون رصيد م / ٤٥٩ ، و يعتقد بعض المحامين و الكثير من الناس ان القانون يحمي ( ديونهم ) التي تضمنتهـا الصكوك ، و هذا فهم خـاطئ لان الحماية هي للصك نفسـه بالدرجة الاساس باعتباره اداة وفـاء ، بل قد يعتبر من الغباء احياناً مراجعة المحـــاكم الجزائية ( لأستحصال دين مدني ) ..
بين هذا و ذاك يحاول بعض المحامين و الكثير من الناس اضفاء ( صفة جزائية ) لدين مدني ، لتنظر محاكم التحقيق ( غير المختصة بنظر دعاوى الدين ) مثل هذا النوع من الادعاءات ، عبر ابتداع ما يُسمى ( وصل الأمانة ) لتغطية حقيقة الديون المدنية التي يتضمنها ( هذا الوصل ) بالعادة ،
و يتصورون ان مجرد تغيير اسم ( الدين ) ليكون ( امانة ) بدل ( الدين ) سيشملونه بالحماية الجزائية المقررة قانونـاً ( كل من اؤتمن على مال منقول مملوك للغير او عهد به اليه ..... فاستعمله بسوء قصد لنفسه او لفائدته او لفائدة شخص .... يعاقب بالحبس او بالغرامة ) م / ٤٥٣ .
الاتجـاهات التمييزية واضحـة في اعتبار ان ( وصل الامانة ) بالعادة يشير الى دين مدني اكثر من اشارته قطعا الى امـانة يُعاقب من يتأخر عن سدادها بعقوبة ( خيانة الامانة ) .............
شاركنا بتعليقك...