و كعادتي دوماً المطالعة من حين لأخر على بعض مسابقات المحاكمات الصورية العالمية منها و العربية أو الإقليمية ، للتعرف على بعض المستجدات أو التطورات التي تطرأ على هذه المسابقات ، و كالعادة أجد أن المحاكمات الصورية باللغة الإنجليزية تتميز بالمهارة الرائعة في تطبيق القوانين و تكييفها على وقائع الدعوى ، و كان أسلوبهم المتبع في المرافعة عملي و نظري أكثر من كونه درامي .
أما المحاكمات الصورية العربية فكانت المنهجية المتبعة هي الإهتمام بالمرافعة و المحسنات البديعية الزائدة عن الحد ، الأمر الذي كان يفقدها رونق المحاكمة و يدخلها في رونق مبارزة شعراء الجاهلية في سوق عكاظ .
أما هذا العام وجدت تطور ملحوظ في المحاكمات الصورية باللغة العربية أنبثقت عنه عدة مهارات كنت أغفلها من كثرة تشويهها .
فهذا العام تفوقت الأردن على نفسها في مسابقة المحاكمة الصورية بالصليب الأحمر و أعادت المرافعة العربية إلى مسارها الصحيح الذي يوازن بين التكييف القانوني و جمال الصياغة .
و كذلك أيضاً فلسطين فهي أول من قدم لنا هذه المدرسة الجديدة ، فهذا العام كعادتها أخذت في تطوير ثوبها أكثر من سابقها و أصبحت رائدة في هذا الفن ، فأصبحت كالطاهي الماهر الذي أتقن الطبخ بأدق المقادير .
فبعد مطالعة هذه المدرسة و تغني الطلاب في مرافعاتهم باللغة العربية ، شعرت و كأن فن المرافعات خرج من رحم اللغة العربية ، فقد كانت الكلمة الواحدة من كلماتهم أكثر صدقاً و تعبيراً و إيضاحاً للمعنى المنشود من مرافعة كاملة باللغة الإنجليزبة ، فتطرب لها الأذن و تثير الذهن للإنصات إلى كل ما يقال ، فتشعر بأن المترافع يقف على المنصة كالقائد و هذه الكلمات هي جنوده المحاربين يستخدمهم و يوجههم لتأييده .
أتمنى أن يستمر هذا الأسلوب الخلاب الذي أعاد إلى لغتنا العربية هيبتها و جمالها الذي تم تشوهه .
أتمنى أن يستمر هذا الأسلوب الخلاب الذي أعاد إلى لغتنا العربية هيبتها و جمالها الذي تم تشوهه .
و أتمنى أيضاً أن تلقي كليات القانون في مصر بالاً لمثل هذه المسابقات و لا تحرم الطلاب من مثل هذه الفرص الذهبية ، فقد خجل منا تاريخنا القانوني و القضائي إلى ما وصلنا إليه .
شاركنا بتعليقك...